فصل: الإكمال من الزهد

6184- إن الله ضرب الدنيا لمطعم ابن آدم مثلا، وضرب مطعم ابن آدم مثلا للدنيا قزحه وملحه‏.‏

ابن المبارك ‏(‏هب‏)‏ عن أبي‏.‏

6185- إن الله تعالى جعل ما يخرج من ابن آدم مثلا للدنيا‏.‏

‏(‏حم طب هب‏)‏ عن الضحاك بن سفيان‏.‏

6186- من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له‏.‏

‏(‏ت‏)‏ عن أنس ‏(‏رواه الترمذي في كتاب صفة القيامة رقم الباب ‏(‏30‏)‏ والحديث رقمه ‏(‏2467‏)‏ عن أنس‏.‏ ص‏)‏‏.‏

6187- من كانت نيته الآخرة جمع الله له شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت نيته الدنيا فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له‏.‏

‏(‏ه‏)‏ عن زيد بن ثابت‏.‏

6188- يا أبا ذر أترى أن كثرة المال هو الغنى إنما الغنى غنى القلب والفقر فقر القلب ومن كان الغنى في قلبه فلا يضره ما لقي من الدنيا ومن كان الفقر في قلبه فلا يغنيه ما أكثر له من الدنيا وإنما يضر نفسه شحها‏.‏

‏(‏ن حب‏)‏ عن أبي ذر‏.‏

6189- ثلاث أقسم عليهن‏:‏ ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عز وجل عزا، ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر، وأحدثكم حديثا فاحفظوه إنما الدنيا لأربعة نفر‏:‏ عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول‏:‏ لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته وأجرهما سواء، وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا فهذا بأخبث المنازل، وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فوزرهما سواء‏.‏

‏(‏حم ت‏)‏ عن أبي كبشة الأنماري ‏(‏كفة كفة‏:‏ وفي حديث الزبير ‏(‏فتلقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ كفة كفة أي مواجهة كأن كل واحد منهما قد كف صاحبه عن مجاوزته إلى غيره أي متعه، والكفة‏:‏ المرة من الكف، وهما مبنيان على الفتح‏.‏ النهاية في غريب الحديث 4/192‏)‏‏.‏

 لإكمال من الزهد

6190- إن أحساب أهل الدنيا الذي يذهبون إليه لهذا المال‏.‏

‏(‏حم ق‏)‏ والروياني وابن خزيمة ‏(‏حب قط ك ص‏)‏ عن بريدة العسكري في الأمثال عن أبي هريرة‏.‏

6191- الزهد أن تحب ما يحب خالقك وأن تبغض ما يبغض خالقك وأن تتحرج من حلال الدنيا كما تتحرج من حرامها، فإن حلالها حساب وحرامها عذاب، وأن ترحم جميع المسلمين كما ترحم نفسك، وأن تتحرج عن الكلام فيما لا يعنيك كما تتحرج من الحرام، وأن تتحرج من كثرة الأكل كما تتحرج من الميتة التي قد اشتد نتنها، وأن تتحرج من حطام الدنيا وزينتها كما تتحرج من النار، وأن تقصر أملك في الدنيا، فهذا هو الزهد في الدنيا‏.‏

الديلمي عن أبي هريرة‏.‏

6192- ألا إن الزهادة في الدنيا ليس بتحريم الحلال، ولا بإضاعة المال، ولكن الزهادة في الدنيا أن لا تكون بما في يدك أوثق منك بما في يد الله، وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أصبت بها أرغب منك فيها لو أنها بقيت لك‏.‏

‏(‏حل‏)‏ عن أبي الدرداء‏.‏

6193- من زهد في الدنيا أربعين يوما وأخلص فيها العبادة أجرى الله على لسانه ينابيع الحكمة من قلبه‏.‏

‏(‏عد‏)‏ عن أبي موسى‏.‏ وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال الذهبي في الميزان باطل ‏(‏وذكره العجلوني في كشف الخفاء ونقل أقوال العلماء في ذلك برقم ‏(‏2361‏)‏‏.‏ ص‏)‏‏.‏

6194- من رغب في الدنيا وأطال فيها رغبته أعمى الله قلبه على قدر رغبته فيها، ومن زهد في الدنيا وقصر فيها أمله أعطاه الله علما من غير تعلم وهدى من غير هداية‏.‏

أبو عبد الرحمن السلمى في كتاب المواعظ والوصايا عن ابن عباس‏.‏

6195- هل منكم أحد يريد أن يؤتيه الله عز وجل علما من غير تعلم‏؟‏ وهدى بغير هداية‏؟‏ هل منكم أحد يريد أن يذهب الله عنه العمى ويجعله بصيرا‏؟‏ ألا من رغب في الدنيا وطال فيها أمله أعمى الله تعالى قلبه على قدر ذلك، ومن زهد في الدنيا وقصر أمله فيها أعطاه الله تعالى علما بغير تعلم وهدى بغير هداية، ألا سيكون بعدكم قوم لا يستقيم لهم الملك إلا بالقتل والتجبر، ولا الغني إلا بالعجز والبخل، ولا المحبة إلا بالاستخراج في الدين واتباع الهوى، ألا فمن أدرك ذلك الزمان منكم فصبر للفقر وهو يقدر على الغنى وصبر للذل وهو يقدر على العز وصبر للبغضة وهو يقدر على المحبة لا يريد بذلك إلا وجه الله عز وجل أعطاه الله ثواب خمسين صديقا‏.‏

‏(‏حل‏)‏ عن الحسن مرسلا ‏(‏الحلية ‏(‏8/135‏)‏ عن الحسن‏.‏

6196- إتقوا الدنيا، فوالذي نفسي بيده إنها لأسحر من هاروت وماروت‏.‏

الحكيم عن عبد الله بن بسر المازني‏.‏

6197- إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء‏.‏

‏(‏م‏)‏ عن أبي سعيد‏.‏

6198- يا عبد الرحمن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون، ألا فاتقوا الدنيا واتقوا النساء‏.‏

‏(‏طب‏)‏ عن عبد الرحمن بن سمرة‏.‏

6199- إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله تعالى مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون، فاحذروا الدنيا واحذروا النساء، ألا وإن كل غادر لواء يوم القيامة عند أسته‏.‏

‏(‏طب‏)‏ عن أبي بكرة‏.‏

6200- الدنيا خضرة حلوة، فمن اتقى الله فيها وأصلح وإلا فهو كالآكل ولا يشبع وبين الناس في ذلك كبعد الكوكبين، أحدهما يطلع من المشرق والآخر يغيب في المغرب‏.‏

الرامهرمزي في الاسندة وسنده حسن عن ميمونة‏.‏

6201- أترون هذه السخلة هانت على أهلها حين ألقوها‏؟‏ فوالذي نفس محمد بيده للدنيا أهون على الله من هذه السخلة على أهلها‏.‏

ابن المبارك ‏(‏حم ت حسن ه طب‏)‏ عن المستورد بن شداد ‏(‏حم طب ص‏)‏ عن عبد الله بن ربيعة السلمي ‏(‏طب‏)‏ عن ابن عمر ‏(‏طب‏)‏ عن أبي موسى، هناد عن أبي هريرة‏.‏

6202- أترون هذه الشاة هينة على صاحبها‏؟‏ فو الذي نفسي بيده للدنيا أهون على الله عز وجل من هذه على صاحبها، ولو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها قطرة ماء أبدا‏.‏

‏(‏ه قط‏)‏ في الأفراد ‏(‏طب ك‏)‏ عن سهل بن سعد‏.‏

6203- يا أيها الناس إن هذه الدنيا دار التواء لا دار استواء، ودار ترح لا دار فرح فمن عرفها لم يفرح لرخاء، ولم يحزن لشدة، ألا وإن الله تعالى خلق الدنيا دار بلوى، والآخرة دار عقبى، فجعل بلوى الدنيا لثواب الآخرة، وثواب الآخرة من بلوى الدنيا عوضا، فيأخذ ويبتلي ليجزي، فاحذروا حلاوة رضاعها لمرارة فطامها واحذروا لذيذ عاجلها لكربة آجلها، ولا تسعوا في عمران دار قد قضى الله خرابها، ولا تواصلوها وقد أراد منكم اجتنابها فتكونوا لسخطه متعرضين ولعقوبته مستحقين‏.‏

الديلمي عن ابن عمر‏.‏

6204- ترون هذه كريمة على أهلها‏؟‏ للدنيا على الله أهون من هذه على أهلها، يعني شاة ميتة‏.‏

ابن قانع عبد الله بن بولاع عن البراء ‏(‏طب‏)‏ عن سهل بن سعد‏.‏

6205- والله ما تعدل الدنيا جديا ‏(‏وشاة جداء‏:‏ قليلة اللبن يابسة الضرع وكذلك الناقة والأتان‏.‏

والجداء من الغنم والإبل المقطوعة الأذن‏.‏ تاج العروس للزبيدي ‏(‏7/485‏)‏‏.‏ ص‏.‏

والجدي‏:‏ قال ابن الأنباري‏:‏ هو الذكر من أولاد المعز والأنثى عناق‏.‏انتهى‏.‏مصباح‏.‏ ص‏.‏‏)‏ ذكرا من الغنم‏.‏

هناد عن الحسن مرسلا‏.‏

6206- والله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم‏.‏

‏(‏حم م د‏)‏ وأبو عوانة عن جابر‏.‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بجدي أسك ميت، فقال‏:‏ أيكم يحب أن هذا لكم‏؟‏ قالوا‏:‏ وما نحب أنه لنا بشيء، وما نصنع به‏؟‏ قال فذكره‏.‏

6207- والذي نفسي بيده، إن الدنيا أهون على الله من هذه السخلة على أهلها، ولو كانت الدنيا تعدل عند الله مثقال حبة من خردل لم يعطها إلا أولياءه وأحباءه من خلقه‏.‏

‏(‏طب‏)‏ عن ابن عمر‏.‏

6208- لو أن الدنيا كانت تعدل عند الله في الخير جناح بعوضة ما أعطى منها كافرا شيئا‏.‏

ابن المبارك والبغوي عن عثمان بن عبيد الله بن رافع عن رجال من الصحابة‏.‏

6209- لو عدلت الدنيا عند الله جناح بعوضة من خير ما سقى كافرا منها شربة ماء‏.‏

ابن عساكر عن أبي هريرة‏.‏

6210- لو وزنت الدنيا عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء‏.‏

‏(‏حل‏)‏ عن ابن عباس‏.‏

6211- من سره أن ينظر إلى الدنيا بحذافيرها فلينظر إلى هذه المزبلة، لو أن الدنيا تعدل عند الله جناح ذباب ما أعطى كافرا منها شيئا‏.‏

ابن المبارك عن الحسن مرسلا‏.‏

6212- إن الله ضرب ما يخرج من ابن آدم مثلا للدنيا‏.‏

‏(‏حم‏)‏ والبغوي ‏(‏طب هب‏)‏ عن الضحاك بن سفيان الكلابي‏.‏

6213- إن مطعم بن آدم قد جعل مثلا للدنيا، فانظر ما يخرج من ابن آدم، وإن قزحه ‏(‏مر إيضاحه اللغوي برقم ‏(‏6183‏)‏‏.‏ ص‏)‏ وملحه إلى أين يصير‏.‏

ابن المبارك ‏(‏حم حب طب حل هب ص‏)‏ عن أبي بن كعب‏.‏

6214- ألا إن طعام ابن آدم ضرب مثلا للدنيا، وإن ملحه وقزحه‏.‏

‏(‏ط‏)‏ عن أبي بن كعب‏.‏

6215- أوحى الله إلى داود مثل الدنيا كمثل جيفة اجتمعت عليها الكلاب يجرونها، أفتحب أن تكون كلبا مثلهم فتجر معهم‏؟‏ يا داود طيب الطعام ولين اللباس والصيت في الناس وفي الآخرة الجنة لا تجتمع أبدا‏.‏

الديلمي عن علي‏.‏

6216- إن الله عز وجل خلق الدنيا منذ خلقها فلم ينظر إليها بعد إلا مكان المتعبدين فيها منها، وليس بناظر إليها إلى يوم ينفخ في الصور ويأذن في هلاكها مقتا لها، ولم يؤثرها على الآخرة‏.‏

ابن عسال عن أبي هريرة‏.‏

6217- أطول الناس شبعا في الدنيا أكثرهم جوعا يوم القيامة‏.‏

‏(‏ز‏)‏ عن ابن عمر ‏(‏طب ك هب‏)‏ عن سلمان ‏(‏ز هب‏)‏ عن أبي جحيفة ‏(‏هب‏)‏ عن أنس‏.‏

6218- إن أطول الناس جوعا يوم القيامة أكثرهم شبعا في الدنيا‏.‏

الحكيم عن المقدام بن معد يكرب ‏(‏هب‏)‏ عن أبي حجيفة‏.‏

6219- لا تفعل يا أبا جحيفة، إن أطول الناس جوعا يوم القيامة أطولهم شبعا في الدنيا‏.‏

‏(‏ك‏)‏ عن أبي جحيفة‏.‏

6220- اكفف من جشائك فإن أكثر الناس في الدنيا شبعا أكثرهم في الآخرة جوعا‏.‏

‏(‏طب‏)‏ عن أبي جحيفة‏.‏ مر برقم ‏[‏6162‏]‏‏.‏

6221- يا أبا جحيفة أقصر من جشائك فإن أطول الناس جوعا يوم القيامة أكثرهم شبعا في الدنيا‏.‏

الحكيم عن المقدام بن معد يكرب ‏(‏هب‏)‏ عن أبي جحيفة‏.‏

6222- يا هذا اكفف من جشائك فإن أكثر الناس في الدنيا شبعا أكثرهم في الآخرة جوعا‏.‏

‏(‏ك‏)‏ وتعقب عن أبي حجيفة‏.‏

6223- أتيت فيما يرى النائم بمفاتيح الدنيا، ثم ذهب بنبيكم إلى خير مذهب وتركتم في الدنيا تأكلون الخبيص أحمره وأصفره وأبيضه، الأصل واحد، العسل والسمن والدقيق، ولكنكم اتبعتم الشهوات‏.‏

ابن سعد عن سالم بن أبي الجعد مرسلا‏.‏

6224- إن شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم ونبتت عليه أجسادهم‏.‏

‏(‏ع‏)‏ وابن عساكر عن أبي هريرة‏.‏

6225- شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم وغدوا فيها، الذين يأكلون طيب الطعام ويلبسون لين الثياب، هم شرار أمتي حقا حقا وإن الرجل الهارب من الإمام الظالم ليس بعاص، بل الإمام الظالم هو العاصي ألا لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق‏.‏

الديلمي عن ابن عباس‏.‏

6226- أنتم اليوم خير أم إذا غدت على أحدكم صحفة وراحت أخرى وغدا في حلة وراح في أخرى وتلبسون بيوتكم كما تلبس الكعبة‏؟‏ فقال رجل‏:‏ نحن يومئذ خير، قال‏:‏ بل أنتم اليوم خير‏.‏

‏(‏طب ق‏)‏ عن عبد الله بن يزيد الخطمي‏.‏

6227- أنتم اليوم خير أو إذا غدى على أحدكم بجفنة ‏(‏الجفنة‏:‏ وجفنة الطعام معروفة والجمع جفان وجفنات‏.‏ انتهى‏.‏مصباح‏.‏ ص‏)‏ ويراح عليه بأخرى وستر أحدكم بيته كما تستر الكعبة‏؟‏ قالوا‏:‏ نحن يومئذ خير‏؟‏ قال‏:‏ بل أنتم اليوم خير، بل أنتم اليوم خير، إنكم إذا أصبتموها تقاطعتم وتحاسدتم وتدابرتم وتباغضتم‏.‏

هناد ‏(‏حل‏)‏ عن الحسن مرسلا‏.‏

6228- توشكون أن من عاش منكم أن يغدى عليه بالجفان، ويراح وتلبسون الجدر كما تستر الكعبة‏.‏

‏(‏طب‏)‏ عن فضالة الليثي‏.‏

6229- كيف أنتم بعدي إذا شبعتم من خبز البر والزبيب، وأكلتم ألوان الطعام ولبستم ألوان الثياب‏؟‏ فأنتم اليوم خير أم ذاك‏؟‏ قالوا‏:‏ ذاك، قال‏:‏ بل أنتم اليوم خير‏.‏

‏(‏ق‏)‏ وابن عساكر عن واثلة‏.‏

6230- كيف بكم إذا غدا أحدكم في حلة وراح في حلة ووضعت بين يديه صحفة ورفعت أخرى وسترتم بيوتكم كما تستر الكعبة‏؟‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله نحن يومئذ خير منا اليوم، نتفرغ للعبادة ونكفى المؤنة فقال‏:‏ لا أنتم اليوم خير منكم يومئذ‏.‏

هناد ‏(‏ت‏)‏ حسن غريب عن علي‏.‏

6231- إنما أخاف عليكم من بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها، قال رجل‏:‏ أو يأتي الخير بالشر يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ إنه لا يأتي الخير بالشر وإن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا أو يلم إلا آكلة الخضراء فإنها أكلت حتى إذا امتلأت خاصرتها استقبلت الشمس فثلطت وبالت ثم رتعت وإن هذا المال خضرة حلوة، ونعم صاحب المسلم هو لمن أعطاه المسكين واليتيم وابن السبيل فمن أخذه في حقه ووضعه في حقه فنعم المعونة هو ومن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع ويكون عليه شهيدا يوم القيامة‏.‏

‏(‏ط حم خ م ن ه ع حب‏)‏ عن أبي سعيد‏.‏ مر برقم ‏[‏6182‏]‏‏.‏

6232- كيف أنتم إذا شبعتم من ألوان الطعام‏؟‏ قالوا‏:‏ أو يكون ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم، قد أدركتموه أو من قد أدركه منكم، فكيف إذا غدا أحدكم في حلة وراح في أخرى‏؟‏ قالوا‏:‏ ويكون ذلك‏؟‏ قال‏:‏ كأنكم قد أدركتموه، أو من قد أدركه منكم، كيف أنتم إذا سترتم بيوتكم كما تستر الكعبة‏؟‏ قالوا‏:‏ رغبة عن الكعبة‏؟‏ قال‏:‏ لا ولكن من فضل تجدونه قالوا‏:‏ نحن خير اليوم أو يومئذ‏؟‏ قال‏:‏ بل أنتم اليوم أفضل‏.‏

هناد عن سعد وابن مسعود‏.‏

6233- لعلكم أن تدركوا زمانا أو من أدرك منكم تلبسون فيه مثل أستار الكعبة، ويغدى ويراح عليكم بالجفان‏.‏

البغوي عن طلحة بن عبد الله النصري‏.‏

6234- لقد أتى علي وعلى صاحبي بضع عشرة وما لي وله طعام إلا البرير يعني ثمر الأراك، فقدمنا على إخواننا هؤلاء من الأنصار وعظم طعامهم التمر فواسونا فيه فوالله لو أجد لكم الخبز واللحم لأشبعتكم منه، ولكن عسى أن تدركوا زمانا بعدي حتى يغدى على أحدكم بجفنة ويراح عليه بأخرى، وتلبسون فيه مثل أستار الكعبة، قالوا يا رسول الله‏:‏ أنحن اليوم خير أم ذلك اليوم‏؟‏ قال‏:‏ بل أنتم اليوم خير، أنتم اليوم إخوان متحابون، وأنتم يومئذ يضرب بعضكم رقاب بعض متباغضون‏.‏

‏(‏حل ق ك‏)‏ عن طلحة بن عمرو النصري ‏(‏راجع الحلية ‏(‏1/340‏)‏‏.‏ ص‏)‏‏.‏

6235- والذي لا إله إلا هو لو أجد لكم الخبز واللحم لأطعمتكموه وأنه لعله أن تدركوا زمانا أو من أدركه منكم تلبسون مثل أستار الكعبة، يغدى عليكم ويراح بالجفان‏.‏

‏(‏حم حب طب ص‏)‏ عن طلحة بن عمرو النصري‏.‏

6236- والذي نفسي بيده ليفتحن عليكم فارس والروم، ولتصبن عليكم الدنيا صبا، وليكثرن عندكم الخبز واللحم حتى لا يذكر على كثير منه اسم الله تعالى‏.‏

‏(‏طب‏)‏ عن عبد الله بن بسر‏.‏

6237- عسى أن تدركوا أقواما يؤثرون أموالا، وإنما يكفي أحدكم من الدنيا دار ومركب في سبيل الله‏.‏

‏(‏طب‏)‏ عن أبي هاشم بن عتبة‏.‏

6238- إني بين أيديكم فرط، وأنا عليكم شهيد، وإن موعدكم الحوض، وإني لأنظر إليه وأنا في مقامي هذا، وإني لست أخشى عليكم أن تشركوا ولكن أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها‏.‏

ابن المبارك عن عقبة بن عامر‏.‏ ومر برقم ‏[‏6176‏]‏‏.‏

6239- أنا لغير الضبع أخوف عليكم مني من الضبع‏:‏ إذا صبت عليكم الدنيا صبا، فياليت أمتي لا يلبسون الذهب‏.‏

‏(‏ط‏)‏ عن أبي ذر‏.‏

6240- غير ذلك أخوف لي عليكم حين تصب عليكم الدنيا صبا فياليت أمتي لا يتجلون الذهب‏.‏

‏(‏حم‏)‏ عن أبي ذر‏.‏

6241- ما أخشى عليكم الفقر ولكني أخشى عليكم التكاثر، وما أخشى عليكم الخطأ، ولكني أخشى عليكم التعمد‏.‏

‏(‏ك هب‏)‏ عن أبي هريرة‏.‏

6242- لا تزال نفس ابن آدم شابة في طلب الدنيا، وإن التقت ترقوتاه من الكبر‏.‏

الديلمي عن أبي هريرة‏.‏

6243- إن أحدكم لو كان له واد ملآن ما بين أعلاه إلى أسفله أحب أن يملأ له واد آخر، فإن ملئ له الوادي الآخر فانطلق يمشي فوجد واديا آخر قال‏:‏ أما والله لو استطعت لأملأنك، وإن الرجل لا تمتلئ نفسه من المال حتى تمتلئ من التراب‏.‏

‏(‏طب‏)‏ عن سمرة‏.‏

6244- لو أن لابن آدم واديين من مال لتمنى واديا ثالثا، وما جعل المال إلا لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، ولا يشبع ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب‏.‏

‏(‏طب‏)‏ عن أبي أمامة‏.‏ مر عزوه برقم ‏[‏6165‏]‏‏.‏

6245- لو أن للإنسان واديين من مال لابتغى واديا ثالثا، ولا يملأ نفس ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب‏.‏

‏(‏كر‏)‏ عن أبي هريرة‏.‏

6246- لو سيل لابن آدم واديان من مال لتمنى إليهما ثالثا، ولا يشبع ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب‏.‏

‏(‏طب‏)‏ عن كعب ابن عياض‏.‏

6247- لو كان للإنسان واديان من المال لالتمس الثالث، ولا يملأ بطن الإنسان إلا التراب ثم يتوب الله على من تاب‏.‏

‏(‏طب‏)‏ عن أبي بن كعب‏.‏

6248- إن الله جعل لكل شيء آفة تفسده، وأعظم آفة تصيب أمتي حبهم الدنيا وجمعهم الدينار والدرهم، يا أبا هريرة لا خير في كثير من جمعها إلا من سلطه الله على هلكتها في الحق‏.‏

الرافعي عن أبي هريرة، الديلمي عن أنس‏.‏

6249- ذنب عظيم لا يسأل الناس الله مغفرة منه حب الدنيا‏.‏

الديلمي عن محمد بن عمير بن عطارد‏.‏ ومر برقم ‏[‏6171‏]‏‏.‏

6250- كيف تفلح والدنيا أحب إليك من أحنى ‏(‏قال في النهاية‏:‏ حنا يحنو، واحنا يحني ثم قال‏:‏ والحانية التي تقيم علي ولا تتزوج شفقة وعطفا‏.‏ ح‏)‏ الناس عليك‏؟‏

الخطيب عن جابر‏.‏

6251- لكل شيء آفة تفسده، وأعظم الآفات آفة تصيب أمتي حبهم الدنيا، وحبهم الدينار والدرهم، يا أبا هريرة لا خير في كثير من جمعها إلا من سلط الله على هلكتها في الحق‏.‏

إسحاق الديلمي عن أبي هريرة‏.‏

6252- ما ذئبان ضاريان باتا في غنم بأفسد لها من حب ابن آدم الشرف والمال‏.‏

‏(‏طب‏)‏ عن ابن عباس‏.‏

6253- ما ذئبان جائعان ضاريان في غنم قد أغفلها رعاؤها وتخلفوا عنها أحدهما في أولاها والآخر في أخراها بأسرع فيها فسادا من طلب المال والشرف في دين المرء المسلم‏.‏

هناد عن أبي جعفر مرسلا ‏(‏رواه الترمذي كتاب الزهد باب ما جاء في أخذ المال، وقال الترمذي‏:‏ هذا حديث حسن صحيح وأخرجه أحمد والنسائي والدارمي وابن حبان وبرقم ‏(‏2376‏)‏‏.‏ ص‏)‏‏.‏

6254- ما ذئبان ضاريان في حظيرة وثيقة يأكلان ويفترسان بأسرع فيها من حب الشرف وحب المال في دين المسلم‏.‏

‏(‏كر‏)‏ عن ابن عمر‏.‏

6255- ما ذئبان ضاريان باتا في حظيرة فيها غنم يفترسان ويأكلان بأسرع فسادا من طلب المال والشرف في دين المسلم‏.‏

‏(‏طس ص‏)‏ عن أسامة بن زيد‏.‏

6256- يا عاصم ما ذئبان عاديان أصابا فريسة غنم أضاعها ربها بأفسد لها من حب المرء المال والشرف لدينه‏.‏

الحاكم في الكنى ‏(‏طب ك‏)‏ عن عاصم بن أبي البداح بن عاصم بن عدي عن أبيه عن جده‏.‏

6257- أهلك من كان قبلكم الدينار والدرهم وهما مهلكاكم‏.‏

الخطيب في المتفق والمفترق عن ابن مسعود‏.‏

6258- لعن عبد الدينار، لعن عبد الدرهم‏.‏

‏(‏ت‏)‏ حسن غريب عن أبي هريرة‏.‏ مر برقم ‏[‏6129‏]‏‏.‏

6259- لكل أمة عجل يعبدونه، وعجل أمتي الدراهم والدنانير‏.‏

الديلمي عن حذيفة‏.‏

6260- ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا مثل زاد الراكب حتى يلقاني‏.‏

‏(‏حم‏)‏ وابن سعد وهناد ‏(‏ع‏)‏ وابن أبي الدنيا والروياني والبغوي ‏(‏طب حب حل ك هب‏)‏ وابن عساكر ‏(‏ص‏)‏ عن سلمان، ابن عساكر عن عمر وأبي الدرداء‏.‏

6261- أقربكم مني مجلسا يوم القيامة من خرج من الدنيا كهيئة ما تركته فيها‏.‏

‏(‏ش‏)‏ عن أبي ذر‏.‏

6262- إن الله تعالى ليحمي المؤمن من الدنيا نظرا وشفقة عليه كما يحمي المريض أهله الطعام‏.‏

الديلمي عن أنس‏.‏

6263- أما ما يحبك الله عليه فالزهد في الدنيا وأما يحبك الناس عليه فما كان في يدك فانبذه إليهم هذا الغثاء ‏(‏الغثاء‏:‏ بضم الغين وفتح الثاء مخففة‏:‏ هو ما يجيء فوق السيل مما يحمله من الزبد والوسخ انتهى‏.‏من النهاية‏.‏ ح‏)‏‏.‏

‏(‏حل‏)‏ عن مجاهد مرسلا ‏(‏حل‏)‏ عن أرطاة بن المنذر مرسلا ‏(‏حل‏)‏ عن الربيع بن خثيم مرسلا‏.‏

6264- إن العبد إذا كان همه الدنيا وسدمه ‏(‏السدم‏:‏ بفتح السين والدال هو الولوع بالشيء واللهج أ هت النهاية‏.‏

وقال في القاموس‏:‏ السدم محركة الهم أو مع ندم أو غيظ مع حزن، والحرص واللهج بالشيء‏.‏ ح‏)‏ أفشى الله عليه ضيعته، وجعل فقره بين عينيه، فلا يصبح إلا فقيرا، ولا يمسي إلا فقيرا وإن العبد إذا كانت الآخرة همه وسدمه، جمع الله تعالى ضيعته، وجعل غناه في قلبه، ولا يصبح إلا غنيا، ولا يمسي إلا غنيا‏.‏

هناد عن أنس‏.‏